وكالة مهر للأنباء - محمد مظهري: ليوم القدس تاثير خاص اذا استطاعنا ان نضخم هذه القضية في ابعاد دينية وابعاد معنوية عالية بينما يصادف يوم الجمعة الاخير من شهر رمضان المبارك.
ولا شكّ ان الايام الاخيرة لشهر رمضان هي من الايام والليالي التي يتوقع فيها ان تكون ليلة القدر التي بناءً على هذا الزخم المعنوي فيها تتحدد معالم مسير الامة حينما يجعل الامام الخميني يوم القدس في اواخر شهر رمضان كأنما يقول ان هذه القضية رغم بعدها السياسي هي تتماهى مع الجانب المعنوي لكل مسلم على وجه هذه الأرض بحيث أن تكون مورداً من موارد التقرّب الى الله واللقاء بين الأخوة في سبيل بناء نظام الأمة الاسلامية ومقوّمات قوّة هذه الأمّة. في هذا السياق اجرت وكالة مهر للأنباء حوارا مع مدير معهد المعارف الحكمية الشيخ شفيق جرادي. فيما يلي نص الحوار:
س: ماهو هدف الامام الخميني من تسمية يوم القدس؟
ج: حينما اسما الامام الخميني يوم القدس اراد أن يربط كل الامة بمركزية وقطبية تجمعها وعنوانها جهادي، سياسي، اسلامي ويمكن لتعدد هذا الافق أن يحدد افق الامة ايضا، بكل من ابعادها الدينية والسياسية والجهادية، وهكذا يأخذها الى المكان الذي ينبغي ان تدخله وهو مواجهة هذا الاستكبار وهذا الاحتلال.
س: ما هو دور الشهيد قاسم سليماني في مواصلة واكمال مسار تحرير القدس ومكافحة الارهاب؟
ج: انا اعتقد ان أهمّ ما قام به الشهيد القائد قاسم سليماني أو من ضمن اهم الامور التي قام بها، هو اولا تشكيل الوعي الجمعي الاسلامي، بحيث تمكن في طريقته وقدرته على التواصل مع المنظمات والشعوب والناس، من كسر التفريق مابين "ايراني" و"عربي"، او الايراني والهوية الفلانية والفلانية.
لقد استطاع الشهيد قاسم سليماني أن يبث وعي الانتماء الاسلامي البحت، الذي يتعالى على كل العناوين القومية او القطبية او غير ذلك.
وهذا ما سمح له ان يكون قائدا مثاليا لمحور المقاومة ويكون سيد شهداء محور المقاومة.
الامر الثاني هو انه استطاع ان يبث الثقة بنفوس شعوب المنطقة ومنظماتها، وبانها قادرة على تحقيق المستحيل، او ماكانت تعتبره مستحيلا. الثقة بأنها قادرة على أن تتحدث عن ازالة اسرائيل، قادرة على ان تتحدث عن كسر سياسات وحضور الاستكبار العالمي في المنطقة. هذه الثقة التي اعادها على نفوس الشعوب كانت هي جذوة الثورة التي لم تنطف بإذن الله حتى تحقيق الاهداف.
الامر الثالث هو انه لو يوفر فقط الامكانات، بل قال أن هذا الدرب يجب أن يكون محفوفا بالمخاطر التي توصلنا الى تحقيق الشهادة وهي العنوان الاكبر لتحقيق النصر المؤكد باذن الله. كما أنه بين لنا أن تحرير القدس له وجهان، وجه ينتهي بالاستكبار العالمي والصهيوني في احتلال الارض والوجه الاخر هو نزع القداسة عن جماعات حرّكها الاستكبار العالمي باسم الاسلام وكشف زيفها، وكشف روحها التي لا تنتمي للدين الرحمة مطلقا، وأن البوصلة لدى الشعوب في طلبها للإنتماء الى الاسلامي ينبغي أن تتوجه نحو نهج محدد وهو النهج الاسلامي المحمدي الاصيل.
س: هل تمكن ترامب من خلال صفقة القرن تغيير المعادلات لصالح اسرائيل؟
بلا شك أننا اليوم نعيش مرحلة بالغة الحساسية في هذا الاصطدام الحضاري والذي تشخص فيه الأمة الاسلامية ومحور المقاومة بالتحديد باعتبارها قطب حقيقي في مواجهة التعنّت الأمريكي الاسرائيلي وفي مواجهة الاستكبار. يسعى ترامب من أجل أن يغير معادلات المنطقة وفقا للأجندات والمصالح الاسرائيليةً ولكن طالما ان هناك من يقول "لا" في هذ الأمة وطالما هناك من هو مستعد لبذل كل شيء في سبيل احباط هذه المخططات الامريكية الصهيونية الاجراميةلن يستطيع ترامب وفعلا لم يستطع أن يمرر هذه الصفقة.
س: ما هي دوافع وكواليس تسريع عملية التطبيع مع اسرائيل؟
أنا أظن انها كلها تندرج ضمن المحاولات الحثيثة لجعل مسالة صفقة القرن واقعاً حقيقياً يفرضونها على سياسات الأمة وبرامجها. وحينما تصبح المسألة لمصالحهم الأمريكية الاسرائيلية لا يعنيهم ما الذي يمكن ان ينتاب الدول العربية ودول الخليج (الفارسي) المطبعّة من اضطرابات على مستوى العلاقة بين الحكومة والشعب. هم غير معنيين بكل ذلك يريدون فقط ان تكون هذه البيادق او هذه الاوراق التي كانت مخبئة أن تكون في خدمة مشروعهم والا لا توجد دولة بالنسبة اليهم في كل هذا العالم تعني لهم شيئاً او تكون ذات قيمة والقيمة الفعلية هي بما يرتبط بتحقيق المصالح الامريكية الاسرائيلية في المنطقة.
اما ان تكون هذه الاجراءات التطبيعية تعطي شرعية لاسرائيل ... اصلا موضوع القدس لم يأخذ شرعيته من امضاءات هنا وهناك وهي أرض الله عزّوجلّ اضفى عليها هوية خاصة هي ارض لشعب لم يغب عنها ولن يغيب فلا يمكن لكل قوى الدنيا ان تكون بديلة عن هوية هذه القضية أو هذا الشعب الفلسطيني بمكوناته الاسلامية والمسيحية التي تمثّل كل نتاج وثمار الرسالات الالهية في هذا العالم وفي المنطقة لذلك عملية التطبيع اعود فاقول هي حشرجة المضطر الا أنها لن تثمن ولن تغني عن جوع.
س: ما هي مكانة القدس في السياسات الخارجية للدول العربية؟ ما هو دور المنظمات العربية والاسلامية في شرح اهمية القدس؟
ج: انا لم اجد يوما ان الدول العربية وضعت قضية القدس ضمن برامجها الثابتة ، بل كانت شعارا من الشعارات المحرجة في هذه الدول.
بالنسبة للشعوب والمنظمات، فبحسب طهارة ونقاوة وصداقة ثوريتها كانت تعبر عن هذه القضية، ويجب اليوم أن تتشكل البدائل الطبيعية لهذه الحكومات الصاقطة من خلال توحّد الشعوب في وحدة قضيتهم ووحدة برامجهم وشعاراتهم وتنطلق وتشكل قوة متينة لا اقل في المنطقة تحكم ذاتها وتستقل في هويتها وتضع الفارق والميّز الواضح بينها وبين كل مشروع غربي.
س: ماهي اهداف الكيان الصهيوني من تهويد القدس وعمليات الحفر واحداث المستوطنات؟
ج: ذلك امر طبيعي، يريدون بهذه الدعاوى ان يقولوا أنه لا يوجد اصالة لاي بُعد اسلامي في تلك البقعة وهذه البقعة في حقيقتها التاريخية تعود للهيكل وبالتالي ان هذه المنطقة هي منطقة يهودية وعلى اسرائيل أن تستعيدها وأن تستحوذ بها ولتكون منطلق للبحث في أماكن اخرى؛ من قال ان اسرائيل لن تبحث في السعودية على اراضي تعتبرها تعود للدولة الاسرائيلية أو للشعب الاسرائيلي، او في الاردن او في مناطق البعيدة المترامية، من قال لن تفعل ذلك في حال ان لا سمح الله تمكنت من تنفيذ شيء من اجراءاتها فيما يخص بموضوع القدس.
تعليقك